تداولت في الآونة الأخيرة آراء كثيرة حول جدلية مفهوم التأهيلللمعلمين قبل وأثناء الخدمة، وذلك انسجاما مع سياسة الوزارة الهادفة لتحسين مخرجاتالعملية التعليمية – التعلمية من خلال تحسين نوعية المعلم الفلسطيني الذي نريدمستقبلاً ، وقد كان على عاتق الجهات المعنية والأطراف المشاركة الخارجية الدورالكبير في اتخاذ قرارات إستراتيجية هامة في هذا الإطار. وتجمعت المخاوف بعد ملاحظةأداء التلاميذ المتدني في عدد من المباحث خاصة مبحثي الرياضيات واللغة الإنجليزيةمن خلال الدراسات والأبحاث التي أجريت لكل المباحث ولكن  بشكل متفاوت، ولكن أجمع القائمون على جديةالمبادرة العازمة لإحداث التغيير المطلوب بشكل كلي وذلك لتجنب التبعات المستقبليةالتربوية غير الإيجابية ودرء الخطر عن جيل المستقبل الواعد وحرص وزارتنا عليه منمنطلق أن المسؤولية التربوية تقود للالتزام دون أدنى أي شك بذلك .

ومن هنا  بدأت المحاولات لبناءوتشكيل إجماع وطني تربوي بين المؤسسة التربوية الوطنية الفلسطينية ممثلة بوزارةالتربية والتعليم العالي وهيئاتها  ومعهدهاالتابع لها، وشركائها الخارجين من ممثلي الجامعات المشاركة في عملية التأهيلالتربوي وتصميم (نموذج تأهيلي تربوي متكامل) يوضع بعناية لتحقيق مخرجات نوعية تتسمبالحداثة والتطور الملحوظ والسعي في هذا الاتجاه بكافة الأساليب والوسائل الممكنةلإحداث ذلك التغيير  على أرض الواقعومتوازن وقياسه بمنهجية متوازنة في الميادين المستهدفة جامعياً ومدرسياً .

وكان لا بد من عقد عدد من الاجتماعات المتتالية التي سعت لتكوين تصورمشترك ومتزن بين كافة  المشاركين يُعبر علىرضاهم أجميع بما ويلبي أغراض العملية التربوية التأهيلة المنتجة للطالب المميز والمعلمالموعود القادر على تحمل تبعاته الجمة تربوياً وتعليماً في الوقت نفسه، مؤكدين حرصهمعلى تبني الأفكار من شأنها أن تضمن الحد الأمثل من النوعية المطلوبة والتي تتوافقمع المعايير المهنية والمتطلبات الأكاديمية والمعرفية المطلوبة نوعاً وكماً بطريقةمتوازية .

وبناء على ذلك تُرجمت هذه المُدخلات المتفق عليها لرؤى عمل وتصوراتمنطقية أعتمدت في الأساس على أفضل التجارب الممارسة والخبرات المتحصلة من الواقعالتربوي المُعاش ، وأتفقت على أعداد إطار عمل يوحد الجهود وتجعلها تصب في هدف واحدألا وهو الكم النوعي للمعلمين قبل وأثناء خدمتهم ببرامج وشهادات وُثقت وأعتمدتوجهزت ونفذ عدد منها فيما سينفذ الباقي .

وبالرغم من التحدي الكبير الذي يقع على عاتق الجهاز التربوي الفلسطينيفقد كان على قدر هذا الالتزام وتم تنفيذ دبلوم التأهيل التربوي للمعلمين الغيرمؤهلين بشكل كاف للصفوف من 1-4 من خلال الجامعات المشاركة وهي  النجاح ، وبيرزيت ، والقدس ، وجامعة الأزهروالأسلامية .

وكانت النتيجته أن قلت نسبتهم من 70% إلى 66% ، وسنواصل المساعيالمبذولة الرامية لتعميم تجربة التأهيل للبقية بكافة الأساليب والطرق الممكنةوالإمكانات المادية المتاحة كما وتداركت الجامعات والوزارة أيضاً أهمية تأهيلالمعلمين في المرحلة الأساسية العليا من 5-10.

وعقدت العديد من الاجتماعات المتواصلة لتحديد مداخل منطقية ومعاييرنوعية لمهنة التعليم تم تصميمها وأعدادها من قبل هيئة تطوير مهنة التعليم لتكونبمثابة مرتكز أساسي ومنهل خصب للإفادة منها في عملية التأهيل من قبل الجامعاتومقياس دقيق تستند إلية الوزارة لتقييم وتقويم كل البرامج التربوية الهادفة لعمليةالتأهيل النوعي للدارسين .

 واتخذت جملة من القراراتأهمها ( الحد الأدنى من الساعات المعتمدة التي بلغت 24 ساعة،موزعة كالتالي (13ساعة مواد عامة 6 ساعات للتخصص ، 5 ساعات تدريب عملي ) كإطار عام يُجمع عليةمبدئياً ، ومراعاة الجدوى التعليمية للتأهيل تربوياً ومهنياً ونفسياً واقتصاديابشكل شامل، كل جامعة حسب رؤيتها التي تصب في هذه النتيجة .

وتشكيل لجنة لمتابعة كافة التطورات ذات الصلة بالخيارات التأهيليةللبرامج التربوية  وشهادة التعليم ،والدبلوم المهني المتخصص في التأهيل التربوي المعتمد من قبل المعهد الوطني للتدريبالتربوي  ليكون رافداً لهم للإفادة منه قدرالإمكان ، ورفع التوصيات التي ستتخذ  التأهيل والمنهجية التأهيلية المتعددة التيستتبع  لهولاء المعلمين المُستقبليينالموعودين  في مرحلة البكالوريوس كرؤية عملإستراتيجية وخيار استراتيجي هام  تجاههم ، لدراسيالمباحث العلمية والأدبية انسجاما مع خطة وزارة التربية والتعليم العالي في مجالأعداد وتأهيل المعلمين والمعايير المتبعة لمهنة التعليم ال 22، وذلك لضمان الوصوللما نسعى إلية من (معلم فلسطيني نوعي ممن نريد) يكون هدفه الأوحد والارتقاءبالنموذج التعليمي الفلسطيني.