رام الله -معا - عقد اليوم الأحد في مدينة البيرة، مؤتمر تربويبعنوان" التطوير المدرسي: تجارب جديرة بالتوثيق والتعميم" وذلك برعايةومشاركة وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم.
ويأتي هذا المؤتمر ثمرة لجهود مشتركة بين المعهد الوطني للتدريبالتربوي، ومؤسسة امديست ومديرية التربية والتعليم في ضواحي القدس، وتتويجاً لعملاستمر لأكثر من عام، حيث قام المعهد الوطني للتدريب التربوي بالتعاون مع أمديستضمن برنامج تطوير القيادة والمعلمين الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية،وسلة التمويل المشترك الممثلة بدول ( فنلندا، وبلجيكا، والمانيا، والنرويج،وايرلندا)، بتدريب 114 معلماً ومعلمة في خمس مباحث رئيسية هي: اللغة العربية،والعلوم، والرياضيات، والتكنولوجيا، واللغة الانجليزية، إضافة الى تدريب 23 مديرمدرسة في تربية ضواحي القدس.
وشارك في هذا المؤتمر أكثر من 300 شخص بحضور وزير التربية والتعليمالعالي، د. صبري صيدم، ونائب مبعوث الوكالة الأمريكية للتمنية الدولية جوناثانكامين، والوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير في وزارة التربية د. بصري صالح،ووكيل وزارة شؤون القدس سلوى هديب، والمدير العام لمؤسسة أمديست ستيف كيللر، والقائمبأعمال مدير القسم التربوي في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بسام قرط، ومديرعام برنامج تطوير القيادة والمعلمين د. سعيد عساف، ومدير عام المعهد الوطنيللتدريب التربوي د. شهناز الفار، ومدير عام المتابعة الميدانية محمد القبج، ومديرتربية ضواحي القدس باسم عريقات، ورؤساء الأقسام والمشرفون التربويون في وزارةالتربية والتعليم والمديرية، وثلة من رؤساء المجالس البلدية والقروية.
وأكد د. صيدم أن هذا المؤتمر الذي يستهدف الكادر التربوي في ضواحيالقدس يبرهن على القناعة الراسخة بدعم التعليم في القدس، والتأكيد على روحالانتماء للمدينة المقدسة في ظل الظروف القاسية التي تمر بها القدس نتيجة الاحتلالوممارساته القمعية.
وفي سياق كلمته، شدد د. صيدم على أن افتتاح العام الدراسي الجديدسيكون في موعده المحدد وكما هو مخطط له في كافة مدارس الوطن، موجهاً تحياتهللمعلمين الذين سيتوجهون صبيحة يوم غد الاثنين لمدارسهم وللطلبة الذين سيعودونللدراسة صبيحة يوم الاثنين المقبل الموافق 24/8/2015.
كما بين صيدم أن المؤتمر يؤكد على ضرورة تعزيز نهج التشاركيةوالاستفادة من التجارب الرائدة في التعليم والتركيز على المعلمين والطلبة؛ بوصفهمالعناصر الفاعلة في الميدان التربوي.
وأشار إلى التحديات التي تواجه المسيرة التعليمية في مديرية ضواحيالقدس خاصة في المناطق التي تعاني من الجدار الفاصل والحواجز العسكرية الاحتلالية،داعياً إلى توفير الدعم والحفاظ على هوية القدس والدفاع عنها، مشيداً بالمبادراتالمتميزة والجهود التي بذلتها الأسرة التربوية لانجاح فعاليات هذا الحدث التربوي.
وقدم صيدم شكره وتقديره لكافة المؤسسات والهيئات الداعمة والشركاءالمحليين والدوليين على دعمهم ومساندتهم للجهود التربوية.
وقد بلغ عدد العروض المقدمة من قبل المعلمين والمديرين الذين شاركوافي برنامج تطوير القيادة والمعلمين أكثر من 50 عرضاً اضافة الى 22 عرضاً على شكلبوسترات، وهي بمثابة نتاج أبحاث اجرائية تم تنفيذها داخل غرفة الصف وفي اداراتالمدارس. وقد قام فريق من المعهد الوطني ومديرية التربية والتعليم والامديستباختيار هذه العروض من بين مجموعة كبيرة لم يسمح وقت المؤتمر بعرضها جميعاً.
بدوره ركز عريقات على دور البرنامج في رفد المشاركين بالخبراتوالمهارات والمعارف وتعزيز دور مديري المدارس في سياق تنفيذ نشاطات وفعالياتتستهدف النهوض بالواقع التربوي، مشيراً إلى الاهتمام الذي توليه مديرية تربيةضواحي القدس بالطلبة من خلال ضمان التحاقهم بالتعليم في ظل بيئة تعليمية آمنةوصحية.
واعربت ممثلة سلة التمويل المشترك فلورنس دوفستان عن سعادتها للمشاركةفي فعاليات هذا المؤتمر الذي يأتي في اطار الشراكة والتعاون بين وزارة التربيةوشركائها، مشيرة إلى دعم سلة التمويل المشترك لقطاع التعليم الذي جسد الرغبة فيديمومة دعم العملية التعليمية وتحسين نوعية التعليم والتعلم.
من جهتها، أشارت هديب إلى الشراكة المتميزة بين وزارة التربية وشؤونالقدس في سبيل تقديم خدمات نوعية للتعليم في القدس، لافتةً إلى التحديات التيتواجهها القدس خاصة في مجال محاربة المناهج الفلسطينية وتشويهها وغيرها من محاولاتأسرلة المدينة المقدسة ومحاربة التعليم وعروبة المدينة.
من جانبها، وجهت د. الفار تقديرها وشكرها لكافة المعلمين الذي عملواخلال البرنامج في مديرية ضواحي القدس واثبتوا حضورهم في مجال تنيفذ مبادرات تربويةمؤثرة، موضحة في هذا السياق أن البرنامج أسهم بشكل واضح في تجسير الفجوة بينالتعليم العام والعالي وتعزيز مهارات التفكير الناقد والمساهمة في التركيز علىالمعلمين وتعزيز التواصل بين الادارات العامة المستهدفة في الوزارة من خلال هذاالبرنامج التربوي.
بدوره، ألقى نائب مبعوث الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، كامينكلمة تناول فيها دور البرنامج في تركيزه على التوجهات والمهارات المتعلقة بالتفكيرالناقد وتأهيل المعلمين وغيرها من القضايا التي تستهدف توظيف الخبرات والامكانات،مشدداً على أهمية التطوير داخل المدارس باعتباره المدرسة هي الوحدة الهامة في صقلشخصيات الطلبة وتعزيز دورهم التربوي.
أما د. عساف فقد استعرض في كلمته حيثيات الشراكة بين الامديست ووزارةالتربية ممثلة بالمعهد الوطني للتدريب لتنفيذ برنامج تطوير القيادة والمعلمينوالجهود التي تبذل في سبيل انجاحه، موضحاً المراحل التي مر بها البرنامج ودور كلمن مؤسستي الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ومجموعة التمويل المشترك في عمليةالتمويل. وبين د. عساف أن مؤسسة أمديست تعمل فيما يقارب 400 مدرسة أي حوالي ربعمدارس الضفة الغربية، حيث تغطي تدريب المديرين، وتلبية احتياجات الخطط المدرسيةالمادية. كما يقوم برنامج تطوير القيادة والمعلمين بربط المدارس بشبكات الانترنتوتزويد المديرين والمعلمين بأجهزة الحاسوب المحمول ليستخدموها في التعليم الصفي.وبدأ البرنامج بالتحول نحو تطوير قدرات مديريات التربية والتعليم من خلال انشاءفرق القيادة في المديريات والتي يتوقع أن تسهم في تعزيز النوعية ورفد المدارسودعمها. كما أن البرنامج يقوم بدعم الوزارة من خلال دعم الادارات العامة،وبالتعاون مع قيادة الوزارة تم اعداد تقرير تحليل الأداء الذي يشخص واقع الأداء فيالوزارة والذي يتوقع أن يصبح رافداً لصناعة القرار في الوزارة.
ومن أبرز التوصيات التي خرج بها المؤتمر اقامة مثل هذه المؤتمرات بشكلدوري، لما فيها مصلحة وفائدة للمعلم والمدير، وبالتالي تعود لفائدة الطالب، وتعميمالتجربة والتوسع بها داخل المدارس، والعمل على تعميم الانجازات من خلال العناقيدالمدرسية، وتوفير المزيد من الامكانيات المادية اللازمة لانجاح البرنامج وتطويره.
يذكر أن هذا المؤتمر هو الأخير ضمن ستة مؤتمرات تربوية لمديرياتالتربية والتعليم المشاركة في البرنامج في مرحلته الثانية، حيث من المتوقع ان يبدأبرنامج القيادة والمعلمين دورته الثالثة الشهر المقبل ليشمل ما يقارب 100 مدرسةجديدة في الضفة الغربية.